قال: أخاف أن تتصور أن ما ذكرته هو النهاية، فتكتفي
به .. أو أخاف أن ترى جمال هذه المدنية، فتقرر الاستقرار فيها، وتكتفي بما عرفته
كما اكتفيت مع كنوز الفقراء.
قلت: لا تخف يا معلم .. أعلم أن الطريق طويل، وهذه
البداية .. وأعلم أن ملكوت الله واسع، ولن أستقر في محل .. بل همتي تترقى إلى
الله، ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ
الْمُنْتَهَى﴾
(لنجم:42)
قال: إن كنت قلت هذا .. فاقترب من باب المدائن،
فستفتح لك.
اقتربت مع المعلم من الباب .. وبمجرد اقترابنا فتح
على مدينة عظيمة .. لست أدي هل كانت في الأرض أم في السماء .. كل ما فيها جميل ..
أشكال بناياتها تختلف كثيرا عن سائر ما أعرفه من أشكال البناء.
سألت المعلم: ما أجمل هذه الحلل التي ترتديها هذه
المدينة، من المهندسون الذين بنوها، أم من الفنانون الذين صمموها؟
قال: هؤلاء مهندسون من أهل الله فتح الله عليهم،
فصمموا هذه الأشكال البديعة، مستوحين لها من أشكال الكون.
قلت: أين ناطحات السحاب؟
قال: لا يعرف أهل هذه المدينة التطاول في البينان.
قلت: أين مداخن مصانعهم .. أليس في هذه المدينة
مصانع؟