امتلأوا،
أو امتلأت فطرهم برؤية الحق، فصاروا أنصارا للحق.
قلت:
أنت تدلنا على طرق جديدة للدفاع.
قال:
سمها:(تقوية الجبهة الداخلية)
قلت:
نحن نطلق هذا على الجيوش.
قال:
فأطلقوها على جبهات الأنفس .. فلا خير في جندي مدجج بجميع أنواع الأسلحة .. وباطنه
خراب في خراب.
قلت:
ولكن الله تعالى يقول:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ
رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ (لأنفال:60)، فقد أمر بالإعداد.
قال:
وبماذا أمر قبله؟ .. فالسورة جميعا تتحدث عن الإعداد ..فلا تأخذوا ببعض الكتاب،
وترفضوا بعضه.
قلت:
تبدأ هذه السورة بالحث على طاعة الله ورسوله وإصلاح ذات البين، كما قال تعالى:﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ
الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ﴾ (لأنفال:1)، ثم تبين صفات
المؤمنين، قال تعالى:﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (لأنفال:2)
قال:
فإن وجدتم جيشا كهذا، فعلموه السلاح، وأعطوه السلاح.
قلت:
فإن لم نجد.
قال:
إن لم تجدوا مثل هؤلاء .. فلا تعطوهم السلاح، لئلا يجرحوا أنفسهم به.