قال:
تلك الجيوش التي تتفننون في صناعتها ونشر قواعدها وتطوير أسلحتها .. تلك القوة
التي صاحت بها عاد، فقالت:﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ (فصلت: 15) .. فماذا فعل الله بهم؟
قلت:
أبيدوا عن آخرهم.
قال:
فهل نفعتهم قوتهم؟
قلت:
كما لم تنفعنا قوتنا.
قال:
فاعتبروا بهم، واعتبروا بأنفسكم، واعتبروا بعدوكم.
قلت:
بعدونا.
قال:
أجل .. سمعت أنكم في هذا القرن تجرعتم غصص حربين متتاليتين حصدت الأخضر واليابس.
قلت:
أجل .. هما الحربان العالميتان الأولى والثانية .. وقد قتل فيهما الملايين .. وشرد
عشرات الملايين .. وآثارهما لا زلنا نعيشها إلى الآن.
قال:
أتدري سبب تلك الحروب؟
قلت:
أحداث تاريخية .. فألمانيا ..
قال:
دعنا من التاريخ .. ولنبحث في السنن .. إن تلك الجيوش غرتها قوتها وغرها سلاحها
وغرها فوق ذلك الفراغ القاتل الذي تعانيه، فراحت تبحث لها عن