بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، قد علقت عليه صورة لرجل ينظر إلى ما حوله .. ويحد
البصر .. ولا يتحرك حركة حتى يحسب لها كل حساب.
فسألت المعلم عنه، فقال: هذا رمز
الإنسان الواقعي الذي يعيش واقعه ولا يتيه عنه بالأحلام، ولا بالخيال، ولا بالواقع
الذي قد مضى، ولا بالمستبقل الذي لا يزال في رحم العدم.
قلت: ولكن الفقهاء يستمدون علومهم
من الماضي، فكيف لا ننظر إلى الماضي، وهم يتوقون لتحقيق المثل، فكيف يجمعون بين
الواقع والأحلام؟
قال: ومن قال بأن ما ورد في النصوص
المقدسة ماض .. إنها تخاطب الماضي والحاضر والمستقبل.. هي خطاب الله .. وخطاب الله
لا يؤثر فيه الزمان.
قلت: ولكنها نزلت في الماضي.
قال: ولا تزال تتنزل .. ألم تسمع
بأن الفهم الحقيقي لها يتطلب سماعها لا قراءتها .. سماعها يجعلها تأمرك وتنهاك ..
وقراءتها تجعلك تفسرها بالوقائع التاريخية لتنزلها على غيرك لا على نفسك.
قلت: هذا صحيح .. فالله يخاطب
الأجيال لا جيلا واحدا .. بل إنه يتحدث عن المستقبل بصيغة الماضي .. فلا معنى
للزمن عند الله .. ولكن ما علاقة الواقعية بهذا الباب؟