قال: ما أكثر ما تعزلون عقولكم ..
قلت: ولكنها معنا.
قال: هي معكم .. ولكنكم لا تستخدمونها .. أنتم كتائه في الصحراء لا ينظر إلى الهداة ولا يستمع لهم .. ثم يظل حزينا لأن الصحراء تلتهمه برمالها.
قلت: بين لي كيف ينتفي التعارض بين الصورتين.
قال: إن نفرا من قومك قرأوا ما في الورع من فضل، فضيقوا به ما وسع الله من دينه، ولم يروا في الدين من ألفاظ إلا ألفاظ (الباطل والحرام)
قلت: ولكن هذه الألفاظ موجودة.
قال: ولكنها محدودة.
قلت: فلماذا لا نجعل الأصل الحذر من وجودها لنتقيها؟
قال: لأنك لو فعلت ذلك لم تقدم ولم تتحرك ولم تتطور ..
قلت: بلى .. التدريب يقتضي التطوير، والتطوير يقتضي التحرك، والتحرك يقتضي التغيير.
قال: ونفر من قومك يعتبرون التغيير محدثا، ويعتبرون كل مجدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
قلت: هذه حقيقة نطق بها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد قال:(من أحدث في أمرنا هذا، فهو رد)[1]
[1] رواه البخاري وغيره.