responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 253

مفتاح الرفق

بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب .. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، قد علقت عليه صورة لنفس الرجل السابق .. الرجل الذي يلوح النور في وجهه، والذي يتحرك حركات منتظمة دقيقة على صراط معتدل مستقيم، وكلما لاح له شيء يريد أن ينحرف به عن مساره فتح كتابا كان يحمله لينظر ما فيه، ثم يستمر في سيره.

ولكني لم لم أر الصراط دقيقا جدا كما رأيته في الباب السابق، صحيح أنه أدق من الشعرة، وأحد من السيف .. ولكن الكتاب الذي كان يحمله يحول من ذلك الضيق مساحة تستغرق الأرض جميعا.. بل تحتوي الكون جميعا ..

فلذلك لم أر الرجل خائفا، ولا وجلا .. بل إنه يكاد يرقص على ذلك الحبل الدقيق من عظم اتساعه.

سألت المعلم: أرى أن الذي رسم هذه الصورة لم يقصد إلا معارضة رسام الصورة السابقة.

قال: التعارض في أرض الصراع، لا في أرض السلام .. المسالم لا يعارض أحدا.

قلت: كيف هذا؟ إن أبسط عاقل يرى التعارض بين الصورتين.

قال: عندما يعزل العاقل عقله، فيرى الأشياء بعينه، لا بعين الحقيقة يرى التعارض.

قلت: أأنا الآن أعزل عقلي؟

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست