حولتها دورا للذين يفترشون الأرض في الشوارع.
قلت: والمسؤولون .. أين سيجلسون؟
قال: مع العمال .. يعاينون جهودهم، ويعينونهم فيها.
قلت: ليس الأمر بهذه السهولة يا معلم .. فهم لا يستطيعون التفكير في قاعات غير مكيفة.
قال: التكييف يخدر عقولهم.
قلت: ويريح أجسامهم.
قال: الجسم الذي لا يتعب لا يعرف الراحة .. الراحة نعمة من الله يمن بها على من يعانون ويجتهدون.
قلت: ولكن هذه مثالية.
قال: بالورع تصير واقعية.
قلت: إذن نحن دخلنا باب الحديث عن الورع من غير أن نشعر ..
قال: قل: من غير أن أشعر، فليس من الورع أن تعبر بلسانك عن مشاعر غيرك.
قلت: هذا أيضا من الورع في التعبير .. لقد قرأت بأن الورع يدخل كل باب.
قال: وبالورع ينفتح كل باب ..
قلت: فما أول الأبواب؟
قال: باب السماء .. ألم تسمع ذكره a:(الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:(يا رب يا رب) ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام