responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208

المدن، فلا أجد مكتبة أستريح فيها، أو أنهل منها، فأعيش غربة لا تقل عن الغربة التي عناها ابن خاتمة الأندلسي بقوله:

الزمْ مكانكَ فالتغربُ ذِلَّةٌ لو لم تَنَلْ غيرَ القرارِ نجاحا

فإِذا أرادَ اللّهُ مهلِكَ نملةٍ هيا لها كيما تطيرُ جناحا

قال: فلذلك كان من رحمة الله أن يجعل المال متداولا بين الناس.

قلت: وكيف جعله كذلك، ونحن نرى المال في الدول الرأسمالية يتركز في يد طوائف محدودة.

قال: ذلك في عالمكم .. العالم الذي انهارت فيه القيم .. أما العالم الذي يحكمه الشرع، فيستحيل أن يصل المرء إلى هذه الصورة.

قلت: أيسلب الشرع أموال الناس، أم يصادرها لهم؟

قال: الشرع لا يسلب ولا يصادر .. وإنما ينظم .. لأن أكثر أرباح هؤلاء لم تأت بالطرق الشرعية.. إن الأرباح التي تجمعت لهم هي التي سببت الفقر في العالم.

قلت: كيف؟ ألم نقل بأن الاستثمار لا يهتم بمن لديه المال .. المهم أن يستثمر فيه؟

قال: ولكن فيم يستثمر؟

قلت: فيما يعود بالمنفعة على الناس؟

قال: وهل تحقق هذا؟

قلت: أحيانا.

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست