على بابها، فالاستخلاف يعني
الابتلاء بالأموال، ومن حكمة الشارع أن يختلف المبتلون ليكون بعضهم حجة على بعض،
أو قدوة لبعض.
قلت: هذه حكمة أخروية، ونحن الآن
نتحدث عن الدنيا.
قال: الدنيا والآخرة أخوان، ولا
تصلح الدنيا إلا بمهمات الآخرة .. ولكني مع ذلك لن أناقشك في هذا، وسأدعه لمحل آخر
نبين فيه ارتباط مصالح الآخرة بمصالح الدنيا.
قلت: فاذكر لي حكمة التداول
المرتبطة بالدنيا.
قال: عندما يكون المال بيد شخص من
الناس له اهتمام معين، ألا يجر جميع أنواع استثماراته إلى ذلك الاهتمام حرصا على
الربح، أو لكونه يخاف مخاطر غيره من أنواع الاستثمار.
قلت: هذا صحيح، فالاستثمار ينبع عموما
من شخصية المستثمر، وطموحاته، ونظرته إلى الحياة.
قال: فلنفرض مثلا أنه لم يكن من بين
المستثمرين القلائل الذين اجتمعت لديهم أموال الدنيا من له علاقة بالعلم، أو
بالاهتمام بنشره، أيمكن أن توجد دور نشر تنشر العلم، وقد تضحي في سبيله؟
قلت: لا .. بل ستصبح المكتبات حينها
دورا لبيع الحلوى أو أصناف اللعب.
قال: ألا يتضرر حينها الناس بفقد
جزء مهم من حياتهم؟
قلت:
هذا صحيح .. وقد جربته، فقد يبتليني الله ببعض الأسفار إلى بعض