قال: فقد أخبر تعالى أنه سيذيق
المفسدين ثمار فسادهم.
قلت: ولكن ثمار فسادهم طالت الأكوان
من الأحياء والجمادات.
قال: ليس في أكوان الله جمادات ..
كلهم أحياء .. وكلهم يستغيثون بالله من فسادكم .. وكلهم يرسل آلاف اللعنات على كل
من غير ابتسامة الكون .. أو لعب ببراءته.
قلت: لعلك تقصد آثار الصناعة على
جمال الأرض وطهارتها وتناسقها.
قال: وهل هناك خطر أعظم من هذا ..
لم تزكم الأرض منذ خلقها الله، فلما جئتم وجاءت حضارتكم كان أول ما فعلته أن أحرقت
رئة الأرض، فتنفست سلا .. ولعبت بأمواج البحر البريئة، فملأتها نفطا .. ولم يسلم
جو الفضاء من فسادكم، فخرقتم ما رقعه الله، وقطعتم ما وصله.
قلت: صدقت، فقد قرأت في هذا من
الأخبار ما ينقضي دونه العجب.
قال: فاذكره.
قلت: لقد قرأت أنه خلال نصف قرن مضى
فقط خسر العالم خُمس التربة الصالحة للزراعة، وخُمس غابات المطر، وانقرضت الآلاف
من الأجناس النباتية والحيوانية.. وقرأت عن انتشار مواد كيمائية خطرة تستخدم في
أكثر دول العالم، وآثارها سيئة، وهي تصل إلى أكثر من 80 ألف مادة.. وقرأت عن
ارتفاع حرارة الأرض نتيجة أبخرة وغازات وعوادم السيارات وغيرها، والتي أدت إلى
تغيرات مناخية زادت من خطر الأعاصير المدمرة أو الجفاف أو الفياضانات .