قلت: لأن الشركات الكبرى التي تنتجه
لها من السطوة بحيث لا تستطيع القوانين قهرها ولا السيطرة عليها، ولكنهم مع ذلك
استطاعوا أن يفرضوا عليهم أن يسجلوا في غلافها عبارة (التدخين مضر بالصحة)
قال: فهل أثرت هذه العبارة؟
قلت: لا .. لم تؤثر، إنها تذر
الرماد في العيون من غير أن يكون لها أي تأثير في الواقع.
قال: بل هي تحد للمجتمع، تقول له:(مع
أن هذا السم مضر بالصحة إلا أننا نفرض عليك استعماله أبيت أو كرهت، بل نوقعك في
الإدمان عليه، لتصير عبدا لنا لا عبدا لله)
قلت: وما علاقة هذا بالعبودية لله؟
قال: ألم يقل a:(تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد
الخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش)[1]
قلت: أتعلم[2] يا معلم أن منظمة الصحة العالمية وجميع
الهيئات الطبية في العالم قررت أن التدخين هو أكبر خطر على الصحة يواجه البشرية
اليوم.. فالتدخين يقتل أربعة ملايين شخص كل العام، والعدد في ازدياد بسبب الزيادة
السكانية وخاصة في العالم الثالث. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن يصل العدد إلى 10
ملايين شخص