التسميم:
قلت: فما الإساءة الثالثة؟
قال: التسميم.
قلت: أنحن نسمم المجتمع؟
قال: نعم، بأحدث أنواع السموم وأخطر أنواع السموم.
قلت: كيف، ونحن الذين اخترعنا لأدوية، وبنينا المستشفيات.
قال: لولا سمومكم لأغلقتم أكثر مستشفياتكم.
قلت: ونرمي أدويتنا في البحر بعدها.
قال: ألم تكتفوا بقتل الحياة فيكم حتى تقتلوا أمم البحار.
قلت: فما السموم التي نقتل بها مجتمعنا؟
قال: أكثر مخترعاتكم التي تملؤون بها البطون والآذان والعيون سموم.
قلت: كيف .. اشرح لي .. فإني لا أكاد أستوعب ما تقول.
قال: سأكتفي بسم واحد ابتدعتموه إبداعا .. حاولت أن أجد سرا له، فلم أستطع.
قلت: ما هو؟
قال: هذه اللفافات المحروقة التي تضعونها في أفواهكم لتستنشقوا دخانها.
ضحكت، وقلت: ذاك الدخان، إنه من أنواع السموم التي يحرص قومي على استعمالها مع علمهم بسميتها.
قال: وكيف يسمح بها؟