قال: من علم أن الله تعالى أعد أجرا
معينا لعمل معين دخله مؤمنا محتسبا، ومن دخل العمل مؤمنا محتسبا أعطاه الله ما طلب
من أجر.
قلت: لكأني بك تشير إلى النصوص
الكثيرة التي تقيد بلوغ الأجور لأصحابها باحتسابهم، كقوله r:(من لقي الله لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه
محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة)[1]
قال: وقوله r:( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)[2]، وقوله:( من قام ليلة
القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)[3]
قلت: وأحاديث أخرى كثيرة .. ولكن ما
فائدة هذا؟
قال: أن ينتقل العمل من العادة إلى
العبادة، ومن قصره على أجر الدنيا إلى العروج به إلى سموات الآخرة، بالإضافة إلى
ما يحدثه في النفس من سكينة وطمأنينة.
ثم التفت إلي، وقال: ما الفرق بين
من يعمل العمل، ولا ينتظر عليه من الجزاء إلا ما يعطيه مستأجره.. إلى أي شيء يكون
نظره؟
قلت: إلى الأجر، فإن عظم حصل
الإتقان، وإن قصر قصر الإتقان.
قال: ولكن من عمل وهو لا ينتظر فقط
أجر من استأجره، بل ينظر ـ كذلك، وقبله