responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 146

مفتاح النفس

بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب .. فرأينا من الحدائق الغناء ما لا يمكن وصفه.. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى لمحت صورتي على باب اعترضنا، فقلت للمعلم: أهذا باب أم مرآة؟

قال: بل هو باب.

قلت: ولكني أرى صورتي تتجلى فيه.

قال: نعم، وهو باب تتجلى فيه صور النفوس، هذا الباب هو باب نفسك.

قلت: نفسي! .. إذن هو باب قبيح كقبحها.

قال المعلم: ومن قال لك بأن نفسك قبيحة؟

قلت: أليست النفوس هي مرتع الخبث، وهي مرعى الشيطان، وهي مصيدة الدنيا؟ .. أليست النفس هي التي نازعت الله ملكه، ونازعت الروح سلطانها، وسلمت كل الأكوان لكل أنواع الصراع؟

قال: ولكنه لولا النفس ما تحقق سير السائرين.

قلت: لكأني بك تذكرني بحكمة ابن عطاء الله:(لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين، إذ لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك، ولا قطعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك)

قال: أجل، فلولا شهوات النفوس ومألوفاتها التي تخوض فيها وتتعشقها، كما تخوض الفرسان في الميادين الواسعة التي تجول فيها الخيل، ما تحقق سير السائرين،

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست