قلت: لقد فهمت يا معلم سر طلب
سليمان u،
ولكن لماذا ورد في القرآن الكريم ذكر ملكة سبأ بالذات، وذكر هذا الموقف من سليمان u معها؟
قال: لقد أراد الله من هذا النموذج
أن يبين لنا كيفية دعوة من بهرتهم الدنيا وشغلتهم عن الله.
قلت: لم أفهم.
قال: إن ملكة سبأ بعرشها، وقومها
بتعظيمهم لها انشغلوا عن الله، فجعل الله فيما أعطى المؤمنين من أسباب الفضل التي
لم تشغلهم عن الله ما يرغبهم في الإيمان بالله.
قلت: ولكن القرآن الكريم ذكر إسلام
ملكة سبأ وحدها.
قال: والقرآن الكريم ذكر التبعية
المطلقة لقومها لها، كما قال تعالى على لسان مستشاريها:﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ
وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ (النمل: 33)، وهو ما يدل على
أنهم اتبعوها على الإيمان.
قلت: وهل رجعت إليهم حتى يتبعوها؟
قال: ومن قال: إنها لم ترجع إليهم
.. إن القرآن الكريم أخبر أن غاية سليمان u من إرساله لها هو حثها على
الإسلام لا سلب ملكها منها، كما قال تعالى على لسانه:﴿ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ
وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل:31)
قلت: ولكن المفسرين أخبروا أنه
تزوجها.
قال: وهل حضروا حفل زواجها!؟ .. ما
أولعكم بما لا يفيدكم.