responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 101

قال: وحركة كل شيء ليس مقصودة لذاتها، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾ (لنجم:42).. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (يّـس:38)

قلت: فما المقصد إذن؟

قال: المقصد هو الترقي، فمن رضي بحالته وسكن لها، ولم يتحرك في سبيل تغييرها لا يحق له دخول هذه العوالم، ألم تسمع ما روي عن عمر بن عبد العزيز عندما تغير حاله بعد توليه الحكم، فقد كان قبلها تشترى له الحلة بألف دينار، فيقول:(ما أجودها لولا خشونة فيها!) فلما صار حاكما كان يشترى له الثوب بخمسة دراهم فيقول:(ما أجوده لولا لينه) فقيل له:(أين لباسك ومركبك وعطرك يا أمير المؤمنين؟)، فقال:(إن لي نفسا ذواقة، وإنها لم تذق من الدنيا طبقة إلا تاقت إلى الطبقة التي فوقها حتى إذا ذاقت الخلافة، وهي أرفع الطباق، تاقت إلى ما عند الله عز وجل)

قلت: رحمه الله، ليت من ولي أمرنا يرتقي إلى هذا، أو يتوق إليه.

قال: وبم يحلم من ولي أمركم، ولم يطمح؟

قلت: من ولته الأمة أمرها عاما يود لو أضاف أعواما، فإن استقر به المقام طمحت همته لأن يولي ولده، فإن استقر له كل ذلك قام بنزع كل شوكة قد تؤذي من يستخلفه من المعارضين والمخالفين.

قال: ثم تتساءلون عن أسباب فقركم .. فكيف يتفرغ الحاكم لإصلاح الرعية إن انشغل بنفسه!؟

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست