responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 100

مفتاح الهمة

بعد أن فتح لنا باب الحركة سرنا مدة من الزمن إلى أن صادفنا باب آخر كتب عليه: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ﴾ (التحريم: 11)، فتعجبت من هذه الكتابة، فقلت للمعلم: ما محل هذه الآية هنا؟

فقال: هذه الآية آية الهمم العالية.

قلت: وما الهمم العالية؟

قال: هي الهمم التي لا تتوقف عندها المطالب، ولا تنقضي عندها الحاجات، ولا تسكن إلى شيء، ألم تقرأ ما قال ابن عطاء الله في حكمه؟

قلت: تقصد قوله:(لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى يسير، والذي ارتحل إليه هو الذي ارتحل منه، ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون)

قال: نعم، فهذه حكمة جليلة تبين غاية الحركات ومنهجها، وقد كانت تتمثل في صدر امرأة فرعون عندما رفعت يديها بهذا الدعاء.

قلت: لقد قال العلماء: إنها اختارت الجار قبل الدار، فلم تقل:(ابن لي بينا في الجنة)، بل قالت: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ﴾ (التحريم: 11)

قال: وتلك هي الهمة العالية، فلا يكفي أن تتحرك، فكل شيء يتحرك، وإنما اجعل حركتك منتظمة كحركة الوجود، لتصل إلى حقائق الوجود، وتسخر ما تحتاجه من الوجود.

قلت: فالحركة ليست مقصودة لذاتها إذن.

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست