نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 608
والموافقة، وكلاهما يقبل
الأمانات، ويوقع على العهود والمواثيق، وكلاهما يغدر بمن تعاقد معهم، ويخون
الأمانات التي كلف بها.
ولذلك يحتاج كل سالك لطريق الله
إلى مجاهدة نفسه لتطهيرها من كل أثر للغدر والخيانة، حتى لا يتسع الخرق على
الراتق، وحينها قد تصبح النفس في الدرك الأسفل من النار، لتأكد هذه الصفات فيها،
وحينها يصعب إخراجها منها.
فاسمع ـ أيها المريد الصادق ـ
لهذه التحذيرات الإلهية، ولا تغتر بما لديك من الصدق والأمانة؛ فالشيطان يتلاعب
بالإنسان، حتى يجد نفسه خائنا وغادرا من حيث لا يشعر، وقد ورد في الحديث عن حذيفة
قال: حدثنا رسول الله a حديثين، قد رأينا أحدهما
وأنا انتظر الاخر، حدثنا أن الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن،
فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة، قال: (ينام الرجل
النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض
الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر، دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا،
وليس فيه شئ فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في
بني فلان رجلا أمينا، حتى يقال للرجل: ما أجلده، ما أكرمه ما أظرفه ما أعقله وما
في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان) ([1080])
وفي حديث آخر، قال رسول الله a: (أول ما تفقدون من دينكم الامانة)([1081])
وفي حديث آخر، قال رسول الله a: (أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى