نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 607
1]،
عهد من محمد رسول اللّه a لعمرو بن حزم حين بعثه
إلى اليمن، أمره بتقوى اللّه في أمره كلهن فإن اللّه مع الذين اتقوا والذين هم
محسنون) ([1077])
وهكذا يقرن القرآن الكريم بين
التكاليف الشرعية المختلفة والعقود والعهود والمواثيق، كما قال تعالى: ﴿وَلَا
تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ
أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾
[الإسراء: 34]
ولذلك كان الغدر هو مخالفة تلك
العقود والمعاهدات والمواثيق، وهو يتفق في ذلك مع الخيانة، فكلاهما يتناقضان لا مع
العقود البسيطة فقط، وإنما مع جميع التكاليف الشرعية، بل مع غيرها أيضا.
فالله تعالى أودع عباده الكثير من
الأمانات، كالصحة والعافية والوقت والأسرة والمجتمع وغيرها.. فكل تفريط في
التكاليف المرتبطة بهذه الأمانات خيانة.. وكل مخالفة للعقود المرتبطة بها غدر..
ولذلك كانا من صفات المنافقين،
كما قال a: (أربع من كنّ فيه كان منافقا
خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا ائتمن
خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)([1078])
وقال في الحديث القدسي: (ثلاثة
أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثمّ غدر، ورجل باع حرّا فأكل ثمنه، ورجل
استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره)([1079])
وسر ذلك هو اتفاق الخائن والمنافق
في المواقف والصفات؛ فكلاهما يظهر القبول