responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 551

العقوق و القطیعه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن العقوق والقطيعة، وسر ما ورد في النصوص المقدسة من التحذير منهما، وعلاقة ذلك بما ورد في رسائلي السابقة إليك من الحديث عن التنازع والتفرق، أو العنصرية والطائفية.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن العقوق والقطيعة مثلبان من المثالب المرتبطة بالعدوان، وهما يشتركان مع ما ذكرت من مثالب، وتنطبق عليهما جميع ما ورد فيهما من أنواع العقوبة، ولا يختلفان عنهما إلا في المجال الذي يكون فيه ذلك العدوان.

أما الطائفية والعنصرية، وقريب منهما التنازع والتفرق، فترتبط بالبشر جميعا، أو بالمسلمين وعلاقتهم ببعضهم، أو بغيرهم، بينما العقوق والقطيعة مرتبطان بالأسرة الصغيرة، والعائلة الكبيرة، التي يعيش فيها من اتصف بهذا المثلب.

ذلك أن من مقاصد الشريعة الحكيمة توفير الجو المناسب لأداء التكاليف، وتربية النفس على القيم النبيلة، ووضع الأمور في مواضعها، لتصبح الأسرة سكنا للإنسان، يطمئن فيه ويرتاح، لينشغل بما خلق من أجله، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الروم:21)

وكل ذلك لا يمكن تحقيقه في أسرة مفككة يدب الصراع بين أفرادها، وتملأ البغضاء جنبات علاقاتهم، ولا يحترم بعضهم بعضا.

ولذلك كانت القطيعة والعقوق، وما ارتبط بهما من صفات ومثالب، مضادان لمقاصد الشريعة في هذا الباب، وكان لهما بذلك التأثير السلبي الخطير على نفس الإنسان،

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست