نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 545
نبيهم a
وهدي ورثته الصادقين الذين أوصى بهم، ودل عليهم.
وقد أخبر الله تعالى عن ذلك، وحذر
منه، فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ
الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة:
176]
وأخبر عن منابع ذلك الشقاق، فقال:
﴿ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي
بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [الجاثية:
17]
العلاج السلوكي:
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ
وتوفرت فيك العزيمة على حماية نفسك من هذين المثلبين الخطيرين؛ فاستشعر صلتك برسول الله a، واجعله قائدك الأعلى، وقدوتك الأعظم، واعتبر نفسك
جنديا من جنوده الحريصين على وحدة أمته، والمحافظين على صفاء دينه.
ولذلك لا تتعامل مع أفراد أمته وفق ما
أداك إليه اجتهادك وبحثك ونظرك، فليسوا كل الناس لهم من القدرات ما لك؛ فلذلك احرص
على أن تتعامل معهم بالرحمة والألفة والمحبة.. لا بكونك صاحب الحق المطلق، وهم
أصحاب الباطل المطلق.
واعتبر بما فعله هارون عليه السلام
وحرصه على وحدة بني إسرائيل، كما قال تعالى مخبرا عن عذره في موقفه مما فعله
السامري: ﴿يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي
خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ
قَوْلِي﴾ [طه: 94]
وهكذا
أخبر رسول الله a عن مراعاته لقومه في بعض الأمور الجزئية، خشية
الفتنة عليهم، ففي الحديث أن رسول الله a قال لعائشة: (لولا أن قومك
حديثوعهد بجاهلية
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 545