نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 543
رجلان من المسلمين فقال: (خرجت لأخبركم
بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في
التاسعة، والسابعة، والخامسة) ([928])
وهكذا
ورد في حديث آخر بيان أثر النزاع في الحرمان من بركات القرآن
الكريم وهديه، فقد روي أنّ النّبيّ a خرج على أصحابه، وهم
يتنازعون في القدر هذا ينزع آية وهذا ينزع آية، فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا،
وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا، فسمع ذلك رسول الله a فخرج كأنّما فقيء في وجهه
حبّ الرّمّان فقال: (بهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض! إنّما ضلّت الأمم
قبلكم في مثل هذا، إنّكم لستم ممّا ههنا في شيء، انظروا الّذي أمرتم به فاعملوا
به، والّذي نهيتم عنه فانتهوا)([929])
وهذا الحديث ـ
أيها المريد الصادق ـ يشير إلى أخطر أنواع النزاع، وهو ذلك
النزاع الذي أشار إليه قوله تعالى: ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ
جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ
إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ﴾ [الحج: 67]، وهو اعتبار
رسول الله a
شخصا عاديا يمكن مناقشته وانتقاده ورد ما يقول، والغفلة عن كونه رسول الله الذي لا
ينطق عن الهوى، ولذلك أمر الله تعالى رسوله a بالرد على من ينازعونه بقوله:
﴿وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا
تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا
كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [الحج: 68، 69]
ولذلك؛ فإن كل ما حصل من صراع وفتنة
وضلال في الأمة سببه التقديم بين يدي الله ورسوله، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ