نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 530
وقد
سمى a
هؤلاء الذين زعموا لأنفسهم امتلاك خزائن الجنان (المتألين)([905])،
فقال:(ويل للمتألين من أمتي، الذين يقولون: فلان في الجنة، وفلان في النار)([906])
بل
أخبر a
عن هلاك هذا النوع من الناس، فقال:(إذا سمعت الرجل يقول: هلك الناس فهو أهلكهم)([907])،
وقال:(إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم)([908])
وقد
عرف الطائفيون ـ أيها المريد الصادق ـ كيف يحتالون على هذا؛ فاعتبروا أنفسهم فرقة
ناجية، وأخرجوا غيرهم منهم، وذلك لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو هلاك غيرهم.. ولهذا
بدل أن يذكروا هلاكهم، ذكروا عدم نجاتهم.. مع أن عدم النجاة لا تعني سوى الهلاك.
أعلم
أنك ـ أيها المريد الصادق ـ ستسألني عما ورد في الحديث من افتراق الأمة، ونجاة
الواحدة.. ومعاذ الله أن أعقب على كلام رسول الله a أو ألغيه أو أتجرأ عليه،
ولكن هذا الحديث لا يدعو إلى الطائفية والدعاوى، وإنما يدعو إلى التواضع والبحث
والتجرد للحق، لا التكبر به، فمن يدريه أنه منها.
ولهذا
أنكر أئمة الهدى على من يدعون النسبة إليهم، ويتوهمون أنهم قد ضمنوا النجاة بها،
فقد روي عن الإمام الصادق أنه قال: (افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا
انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم
الله إلى النار، وفرقة أحبونا وسمعوا كلامنا، ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا
الناس بنا، فيملأ الله بطونهم نارا يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبونا وحفظوا
قولنا، وأطاعوا أمرنا،