نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 487
وعن الإمام الصادق أنه قال: (لا يخاصم
إلّا شاكّ أو من لا ورع له)([849])،
وفي رواية: (إلّا من ضاق بما في صدره)([850])
العلاج السلوكي:
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاجعل تلك الوصايا بين عينيك في كل مجلس تجلس
فيه، أو حديث تريد أن تتحدث به، أو كلمة تريد أن تكتبها؛ فإن رأيت أن منابعها هي
منابع الحوار الهادئ، والنصيحة الخالصة، فقلها أو أكتبها.. وإن رأيت أن منابعها
الكبر والحسد والرياء وتلك الأمراض الخبيثة؛ فدعها حتى لا تقتلك سمومها.
وهكذا
في الخصومة، فإن رأيت أنك بها تنتصر للحق، وتواجه الباطل؛ فيمكنك أن تقوم بها، بل
يجب عليك ذلك، فالمؤمن الحقيقي هو الذي يخاصم الباطل ليدحضه، ولذلك استثني
المظلومين من المخاصمة، فقال: ﴿لَا
يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ
اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 148]
لكن
إياك، وأن تتحول من مظلوم إلى ظالم، فقد ذكر الحكماء أن ذم الخصومة متوجه لمن (خاصم بباطل، أو بغير علم.. أو من طلب حقا، لكنه لم يقتصر على قدر الحاجة منه، بل أظهر اللدد والكذب
للإيذاء أو التسليط على خصمه.. وكذلك
من يحمله على الخصومة محض العناد لقهر الخصم وكسره.. وكذلك من يخلط الخصومة بكلمات تؤذي، وليس له إليها ضرورة في التوصل له
إلى غرضه، فهذا هو المذموم.. أما المظلوم
الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على الحاجة من غير قصد
عناد ولا إيذاء ففعله هذا ليس مذموما ولا حراما، لكن الأولى تركه ما وجد إليه
سبيلا؛ لأن ضبط اللسان