نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 475
بعد العلم بكونه منكرا، وإلا كان
ذلك التغيير تحريفا وانتكاسة.
ولعلك ـ أيها المريد الصادق ـ
تلاحظ أولئك المتطرفين الذين يشوهون الدين، ويقتلون الخلق، وهم يتوهمون أنهم
يجاهدون في سبيل الله بينما هم تلاميذ في مدرسة الشيطان، يتلاعب بهم وبعقولهم
ودينهم.
فإذا عرفت المنكر، وميزته عن المعروف،
فلا تكتف بذلك، بل عليك بالدعوة لما عرفته، فخير ما يثبت المعروف في نفسك، وخير ما
يزيل المنكر منها، تلك الصيحات التي تصيحها في وجه المغيرين والمبدلين، كما قال
رسول الله a:
(مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا
على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الّذين في أسفلها إذا استقوا من
الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا
فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)([820])
فقد اعتبر رسول الله a الساكت عن الإنكار، ولو كان
عالما وعارفا هالكا من الهالكين، ذلك أن طوفان المنكر سيستولي عليه، ولذلك كان في
مواجهته ومقاومته حجاب حائل بينه وبينه.. ولذلك دور الإنكار ليس متعديا فقط، بل
خاص بصاحبه أيضا، لأنه أثناء إنكاره يقرر الحقائق في نفسه ويصححها.
ولهذا قرن لقمان عليه السلام
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصلاة في وصيته لابنه، فقال: ﴿يَابُنَيَّ
أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ
عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: 17]
ومثل ذلك ما ورد في سورة العصر،
كما قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي