responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 474

بسنّته، ويقتدون بأمره، ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوف. يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل)([818])

وحدث عن المراحل التي يمر بها التحريف الشيطاني للحقائق والقيم، حتى يكون ذلك داعية للبحث عن الدين الأصيل، فعن حذيفة بن اليمان قال: كان النّاس يسألون رسول الله a عن الخير، وكنت أسأله عن الشّرّ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنّا كنّا في جاهليّة وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال: (نعم)، قلت: وهل بعد هذا الشّرّ من خير؟ قال: (نعم وفيه دخن) قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر) قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: (نعم، دعاة إلى أبواب جهنّم‌، من أجابهم إليها قذفوه فيها)، قلت: يا رسول الله صفهم لنا فقال: (هم من جلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا) قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلّها، ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتّى يدركك الموت وأنت على ذلك)([819])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن أول ما عليك فعله لتخليص نفسك من آثار المنكر، أن تبذل كل جهدك لتمييز الحقائق والقيم التي دخلها التحريف، حتى لا تكون من الذين عُميت عليهم؛ فصار المنكر عندهم معروفا، والمعروف منكرا، وربما صاروا من الدعاة إلى المنكر من حيث لا يشعرون.

ولذلك اتفق الحكماء على أنه لا يمكن تغيير المنكر على مستوى النفس والمجتمع إلا


[818] مسلم(50)

[819] البخاري [فتح الباري]، 6(3606) واللفظ له. ومسلم(1847)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست