responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 428

تكون لغيره.. ولذلك كان انحرافهم عن السبيل خطيرا، لأنه لا يتعلق بهم فقط، وإنما يتعلق بالذين يدلونهم، ويوجهونهم، كما روي عن المسيح عليه السلام أنه قال: (مثل علماء السوء مثل صخرة وقعت على فم النهر لا هي تشرب الماء، ولا هي تترك الماء يخلص إلى الزرع، ومثل علماء السوء كمثل قناة الحشّ ظاهرها جصّ وباطنها نتن، ومثل القبور ظاهرها عامر وباطنها عظام الموتى)

وفي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإنّ أهل النّار ليتأذّون من ريح العالم التارك لعلمه، وإنّ أشدّ أهل النّار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله وأدخله الله الجنّة وأدخل الدّاعي النّار بتركه علمه واتّباعه الهوى وطول الأمل، أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ وأمّا طول الأمل ينسي الآخرة)‌([755])

ولذلك؛ فإن المرجع الذي علينا الرجوع إليه ـ أيها المريد الصادق ـ لتحديد الولاية والأولياء، هو ما ورد في النصوص المقدسة المعصومة التي لم تختلط بالأهواء، ولم يصبها دنس النفوس الأمارة.. فهي وحدها المرجع الذي تعرف به الحقائق، وتميز به القيم.

أما مدعو الولاية، مهما كان شرفهم ورتبتهم ومكانتهم؛ فيظلون بشرا من البشر، ولا يمكن اعتبارهم قدوة ولا أسوة خاصة إن انحرفوا عن السراط المستقيم، الذي وضحته أنوار الهداية الإلهية.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن ما أشرت إليه من ولاية الظالمين والمستبدين والمستكبرين، والوقوف معهم في وجه المستضعفين والمظلومين والمحتقرين

 


[755] الكافي: 1/44.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست