responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 410

وهؤلاء هم الّذين قصدهم رسول الله a، فقال: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: (يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)، وقال: (وإن من الإجهار والمجانة عدم المبالاة بالقول والفعل)([705])

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ وعدم الاهتمام بالطهارة والنظافة بكل أنواعها.. فإنها من صفات أهل اللؤم والخسة، وقد قال رسول الله a: (إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود؛ فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود) ([706])

ولذلك بادر إلى الطهارة عن الأحداث والأخباث.. وقد ورد في الحديث عن جابر أنّه قال: أتانا رسول اللّه a فرأى رجلا شعثا قد تفرّق شعره، فقال: (أما كان يجد هذا ما يسكّن به شعره؟) ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة. فقال: (أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟)([707])

وروي أنه a مر على قبرين فقال: (إنّهما يعذّبان وما يعذّبان في كبير: أمّا هذا فكان لا يستنزه من بوله، وأمّا هذا فإنّه كان يمشي بالنّميمة)، ثمّ دعا بعسيب رطب فشقّه باثنين فغرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا ثمّ قال: (لعلّه يخفّف عنهما ما لم ييبسا)([708])

ولا تكتف بذلك.. بل اسع لتطهير جوارحك عن الجرائم والآثام، بماء التوبة والأوبة والإنابة.. فلا يمكن لأي ماء في الدنيا أن يطهر الجوارح المتسخة بالظلم والإثم


[705] البخاري، رقم 6096، ومسلم، رقم 2990.

[706] الترمذي وقال: غريب.

[707] رواه أبو داود والنسائي والحاكم.

[708] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست