ونهى رسول الله a عنها، وبين عظم جرمها، فقال: (كلّ أمّتي معافى إلّا المجاهرين،
وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرّجل باللّيل عملا، ثمّ يصبح وقد ستره اللّه فيقول: يا
فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربّه، ويصبح يكشف ستر اللّه عنه)([701])
وقال: (ما ظهر في قوم الرّبا
والزّنا إلّا أحلّوا بأنفسهم عقاب اللّه)([702])
وقال:(يكون في آخر هذه الأمّة خسف
ومسخ وقذف). قالت، قلت: يا رسول اللّه، أنهلك وفينا الصّالحون؟ قال: (نعم إذا ظهر
الخبث)([703])
وقال: (إنّ اللّه لا يحبّ الفحش،
أو يبغض الفاحش والمتفحّش، ولا تقوم السّاعة حتّى يظهر الفحش والتّفاحش، وقطيعة
الرّحم، وسوء المجاورة، وحتّى يؤتمن الخائن، ويخوّن الأمين)([704])
واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أن
أخطر مظاهر المجاهرة إظهار المعصية، كما يفعل المستهترون بحدود اللّه.. والّذي
يفعل ذلك يكون كمن وصفهم الله تعالى، فقال: ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ
وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾
[الأنعام: 26]؛ فهو لم يكتف بنهي نفسه عن المعروف، وإنما راح ينهى غيره أيضا.
ولا يقل عن هؤلاء أولئك الذين
سترهم الله تعالى، لكنهم راحوا يفضحون أنفسهم، ويتحدثون بما وقعوا فيه من المعاصي،
بل يتحدثون بها تفاخرا أو استهتارا بستر اللّه تعالى،