نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39
تقام عليه السياسة فيردّ إلى دار
المجانين ويحكم عليه بفقد العقل)
ومنهم من راح يصب كل اهتمامه عند
صومه على ترك المفطرات من الأكل والشرب، ويبالغون في ذلك، بينما هم (لا يحفظون
ألسنتهم عن الغيبة، وخواطرهم عن الرّياء، وبطونهم عن الحرام عند الإفطار، وألسنتهم
من الهذيان بأنواع الفضول طول النهار)
ومنهم من راح يجعل كل اهتمامه ـ
في تدينه ـ بالإكثار من الحج والعمرة، (فيخرجون إلى الحجّ من غير خروج عن المظالم
وقضاء الدّيون، واسترضاء الوالدين، وطلب الزّاد الحلال، وقد يفعلون ذلك بعد سقوط
حجّة الإسلام ويضيّعون في الطريق الصلاة والفرائض.. ولا يحذرون في الطريق عن الرفث
والخصام، وربّما جمع بعضهم الحرام وأنفقه على الرفقاء في الطريق وهو يطلب به السمعة
والرّياء، فيعصي الله في كسب الحرام أوّلا وفي إنفاقه بالرّياء ثانيا، فلا هو أخذه
من حلّه ولا هو وضعه في حقّه، ثمّ يحضر البيت بقلب ملوّث برذائل الأخلاق وذمائم
الصفات، لم يقدم تطهير قلبه على حضور بيت ربّه، وهو مع ذلك يظن أنه على خير من
ربّه وهو مغرور)
وهكذا ـ أيها المريد الصادق ـ
يمكن أن يدخل الغرور في أي عمل من الأعمال، والعاقل هو الذي يحاسب نفسه، ويزن
أعماله بميزان الشريعة، لا بميزان الهوى، حتى لا يلقى الله، وليس في جعبته حسنة
واحدة، كما قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ
يَحْسَبُونَ أَنهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف: 103 - 105]
فاحذر ـ أيها المريد الصادق ـ أن
تكون من هؤلاء، وكن فطنا حذرا.. وراجع كل موقف تقفه، أو سلوك تقوم به.. ولا يغرنك
أحد عن نفسك، فقد قال رسول الله a:
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39