نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 361
بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله في الغرز،
فنادى لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام،
ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور)([564])
وأخبر a عن دور الأكل الحرام في الحيلولة بين الداعي وإجابة دعائه، أو
تقبل عمله؛ فقال لمن سأله يدعو الله له بأن يجعله مستجاب الدعوة: (أطب مطعمك تكن
مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما
يتقبل الله منه عمل أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت، فالنار أولى به)([565])
وأخبر a أن مضار الخمر الصحية لا تتعلق فقط بالجسد، وإنما تتعلق قبل ذلك
بالروح، وبالصلة مع الله، فقال(من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما)([566])
ولهذا أخبر a أن أكل الحلال والحرص عليه، والبعد عن الحرام والشبهات، معراج من
معارج السلوك إلى الله، فقال: (من أكل الحلال أربعين يوما نوّر اللّه قلبه، وأجرى
ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)([567])، وقال: (العبادة سبعون جزءا
أفضلها طلب الحلال)([568])
ولهذا نجد الله تعالى يدعو
الأنبياء عليهم السلام إلى الأكل من الطيبات، وهي لا تعني الأكل اللذيذ، أو الحياة
المترفة، وإنما تعني الحلال، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا
مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾
[المؤمنون: 51]
وهكذا خاطب الله تعالى المؤمنين،
فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]