نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 291
الغيبة وعلاجها:
أما الغيبة ـ أيها المريد
الصادق ـ فهي تلك التي نص على تحريمها وعقوبة أصحابه قوله تعالى: ﴿ وَلَا
يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ
مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾
[الحجرات: 12]
وقد عرّفها رسول الله a تعريفا
جامعا مانعا، لا يترك مجالا لأي تأويل، ولا يحتاج بعده أي تفصيل؛ فقد روي في
الحديث أنه a قال ـ مخاطبا أصحابه ـ: (أتدرون ما الغيبة؟)،
قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (ذكرك أخاك بما يكره)، قالوا: أفرأيت إن كان في أخي
ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)([405])
وفي حديث آخر أن رجلا ذكر عند رسول الله
a
فقالوا: ما أعجزه، فقال رسول الله a: (اغتبتم صاحبكم)، قالوا: يا رسول الله قلنا ما فيه، قال: (إن قلتم ما
ليس فيه فقد بهتّموه)([406])
وروي عن عائشة أنّها ذكرت امرأة فقالت:
إنّها قصيرة فقال النبيّ a: (اغتبتها)([407])
وهذه الأحاديث جميعا تدل على أن الغيبة
تشمل كل ما يكرهه من وقعت عليه الغيبة، سواء في دينه أو دنياه، أو جسده، أو نسبه،
أو أي شيء قد لا يخطر على البال، وقد ذكر بعض الصالحين رجلا فقال: ذلك الرّجل
الأسود، ثمّ قال: أستغفر الله، إنّي أراني قد اغتبته.