نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 275
حصائد
الالسن
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن اللسان وعلاقته بالنفس الأمارة،
وكيف يمكنه أن يتخلص من تحكمها فيه، وسيطرتها عليه، وعن أولئك الذين راحوا يضعون
الحجارة في أفواههم حتى يتدربوا على الصمت، وعن مشروعية ذلك، وأسئلة أخرى كثيرة
لها علاقة باللسان، ربما أجيبك عنها في رسائل لاحقة.
وقبل أن أجيبك عن أسئلتك أحب أن
أبين لك أن اللسان جارحة من الجوارح الخاضعة للنفس، وهي تتحكم فيه بحسب المرتبة
التي تنزل فيها، فإن كانت نفسا أمارة أمرته بالصمت في الوقت الذي يجب فيه الكلام، وبالكلام
في الوقت الذي يجب فيه الصمت، وخلطت عليه الأمور، وأصبح بذلك أداة من أدوات
الشيطان.. وإن كانت النفس مطمئنة شغلته بالذكر والمذاكرة والمجاهدة والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل خصال الخير.
وهكذا، فإن اللسان مثله مثل سائر
الجوارح، تابع للنفس، يتلون بلونها، ويتحرك تحت أوامرها.. ومن طهّر نفسه طهُر
لسانه، ومن أوبقها أوبقه.
ولذلك أثنى الله تعالى على اللسان
الطيب الذي يقول الكلمة الطيبة، فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي
أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)﴾ [إبراهيم: 24، 25]؛ فقد أخبر
الله تعالى أن الكلمة الطيبة يمكنها أن تتحول إلى مصدر كبير من مصادر الحسنات التي
لا تنضب.
وهكذا
ورد في النصوص المقدسة الكثيرة عظم الأجر الذي يناله المسبحون
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 275