نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258
مرارة الدّواء والتواضع للأعداء
والتقرّب إليهم بالمدح والثناء بقوّة العلم بالمعاني الّتي ذكرناها وقوّة الرّغبة
في ثواب الرّضا بقضاء الله وحبّ ما أحبّه الله، وعزّة النفس وترفّعها عن أن يكون
في العالم شيء على خلاف مرادها جهل، وعند ذلك يريد ما يكون، إذ لا مطمع في أن يكون
ما يريد وفوات المراد ذلّ وخيبة ولا طريق إلى الخلاص من هذا الذّلّ إلّا بأحد
أمرين إمّا أن يكون ما يريد أو بأن يريد ما يكون، والأوّل ليس إليك ولا مدخل
للتكلّف والمجاهدة فيه. وأمّا الثاني فللمجاهدة فيه مدخل وتحصيله بالرّياضة ممكن،
فيجب تحصيله على كلّ عاقل، هذا هو الدّواء الكلّي) ([339])
هذه وصيتي إليك ـ أيها المريد الصادق ـ
فاسع لتنفيذها، واحترس لنفسك، وضع تلك النصوص المقدسة بين عينيك دائما، حتى لا
تأتي يوم القيامة مفلسا، وقد حُرقت جميع حسناتك، أو وزعت على من حسدتهم، فتزيد من
نعيمهم في الآخرة، بعد أن عشت مكدرا بنعيمهم في الدنيا.