responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 168

وفوق ذلك كله؛ فإن تأثير الرياء ليس في إحباط جزاء الأعمال فقط، وإنما له تأثيره الكبير في الأعمال التي يقوم بها المرائي نفسها، ذلك أنها تصير ـ بسبب ذلك الرياء ـ خالية، ممحوقة من البركة، سرعان ما يظهر عوارها وعيوبها.

ولو أن الخلق وضعوا هذا الاعتبار في تقييمهم لأعمالهم، ووزنهم لها، لعرفوا أن أكثر تلك الجهود التي تضيع هباء منثورا من غير أن تنتج أي نتيجة ليس لها من سبب سوى ذلك الفيروس الخطير الذي هو الرياء.

ولذلك كان رسول الله a يبين هذه الحقيقة لأصحابه في الوقت الذي كان يحتاج فيه إلى تكثير سواد المسلمين.. بل كان يقولها، وهو مقدم على مواجهة أعدائه الذين يريدون استئصال الإسلام، لأنه يعلم أنه لا ينتصر الدين إلا بالصادقين المخلصين، لا المنافقين المرائين.

وقد ورد في الحديث أنّ أعرابيّا أتى النّبيّ a فقال: يا رسول الله، الرّجل يقاتل للمغنم، والرّجل يقاتل ليذكر، والرّجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله a: (من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله) ([187])

ولهذا كان رسول الله a ينبه إلى أن الرياء سيكون من الأسباب الكبرى لانحراف هذه الأمة، مثلما كان السبب الأكبر لانحرافات الأمم السابقة، فقال: (أخوف من أخاف عليكم الرّياء والشّهوة الخفيّة)([188])

وفي حديث آخر أنه a رئي باكيا، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: (إنّي تخوّفت على امّتي الشّرك، أما إنّهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولا حجرا، ولكنّهم يراءون


[187] البخاري- الفتح(2810)، ومسلم(1904)

[188] ابن ماجه.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست