نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10
والعروج بها في معارج الكمال
المتاحة لها.
وسبب تسميتنا لها بهذا الاسم
[رسائل التزكية والترقية]، يعود إلى أنها عبارة عن رسائل يرسلها شيخ مرشد مرب إلى
مريده الطالب للتزكية، يجيبه فيها على أسئلته وإشكالاته، ويوضح له كيفية تزكية
نفسه من كل الآفات التي يتعرض لها، بالإضافة إلى تعريفه بمراتب الترقي التخلقي
والتحققي.
وبناء على كون النفس هي المجال
الذي ترتبط به التزكية والترقية كما قال الله تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا
سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 7 - 10]؛ فقد كانت
عناوين هذه السلسلة جميعا مرتبطة بالنفوس، كما ذكرها القرآن الكريم.
وقد رأينا أنه ذكر خمس مراتب
للنفوس، ولكل نفس حالتها ومراتبها الخاصة، وهذه النفوس هي:
1. النفس الأمارة: وهي من خلال
اسمها تدل على المرحلة التي تكون فيها النفس خبيثة ممتلئة بالأهواء، مستعدة بدرجة
كبيرة لتلقي الوساوس الشيطانية؛ فلذلك لا تأمر إلا بالشر.. وقد أشار الله تعالى
إلى هذه النفس في قوله: ﴿إِن النفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا
رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف: 53]
لكن هذا لا يعني عدم إمكانية
تطهيرها وتزكيتها وترقيتها من تلك الحالة إلى حالة أخرى أكثر طهرا.. بل إن ذلك
ممكن، والقرآن الكريم أشار إليه عند ذكره لتحول السحرة وغيرهم إلى الإيمان.. ولولا
ذلك لما كان هناك حاجة لعلم الأخلاق وغيره من العلوم المرتبطة بسياسة النفس
وتهذيبها.
وقد خصصنا الحديث على هذه النفس بالجزء
الأول من هذه السلسلة، والمعنون بـ
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10