نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
فالتوراة التي
بين أيدينا والتي هي نفسها التوراة في ذلك الحين ليس فيها أمثال هذه النصوص، وذلك
يدل على أن كعب الأحبار كان يكذب عليهم، وكانوا يصدقونه لسجاذتهم، ولإهمالهم تلك
التحذيرات المقدسة التي لو طبقوها لحفظوا دين الله من أن يختلط بدين البشر.
ولست أدري كيف
كان أبو هريرة يقبل على كعب الأحبار، ويتفانى في التلمذة على يده مع أن كبار
الصحابة كانوا يتهمونه، ويكذبونه، فقد
اتهمه عبد الرحمن بن عوف بالاحتيال، فقد ورد في بعض الروايات: (كان كعب الأحبار
يقص فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله a
يقول: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو محتال. فأتي كعب فقيل له: ثكلتك أمك، هذا عبد
الرحمن يقول كذا وكذا، فترك القصص، ثم إن معاوية أمره بالقصص فاستحل ذلك بعد)[1]
وهكذا اتهمه عبد
الله بن مسعود، فقد روي أن رجلا جاء إلى عبد الله بن مسعود، فقال: إن كعبا يقرأ
عليك السلام ويبشركم أن هذه الآية نزلت في أهل الكتاب: ﴿وَإِذْ أَخَذَ
اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ﴾
[آل عمران: 187]، قال ابن مسعود: وعليه السلام، إذا أنت أتيته فأخبره أنها نزلت
وهو يهودي) [2]
وهكذا كذبه عمر
في ادعائه جلوس الله على قبة الصخرة في الهواء[3].
وكذبه أبو ذر
الغفاري، فقد روي أنه قال له في مجلس عثمان: يا ابن اليهودية ما أنت وما هاهنا؟
وقال لعثمان: (والله لتسمعن مني أو لا أدخل عليك: والله لا يسمع أحد