وفي هذه
الأحاديث إهانة كبيرة لكبار الصحابة السابقين، فهو يصور لا مبالاتهم بجوعه وفقره،
وحجره المعصب على بطنه، مع كونه من المسلمين الجدد الذين يحرصون على تثبيت الإيمان
في قلوبهم بكل ما يتطلبه التثبيت من واجبات.
وقد جر ذلك
الاهتمام الشديد من أبي هريرة بحاجاته الشخصية إلى تصنيف الصحابة بحسب اهتمامهم به
ـ لا بحسب واقع الحال ـ فقد كان يقول: (ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا ولا وطئ
التراب - بعد رسول الله a - أفضل من جعفر بن أبى طالب)[2]
وقد ذكر سبب
ذلك، فقال: (كنت أستقرئ الرجل الآية - هي معى - كى ينقلب بى فيطعمني، وكان أخير
الناس للمسكين - جعفر بن أبى طالب - كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته) [3]، وقال: (وكنت إذا سألت جعفرا عن آية لم
يجبنى حتى يذهب إلى منزله)[4]
وقال: (إن الناس
يقولون أكثر أبو هريرة على رسول الله a واني كنت ألزمه
بشبع بطني حتى لا أكل الخمير ولا ألبس ولا يخدمني فلان وفلانة وكنت ألصق بطني
بالحصباء من الجوع، وكنت استقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير
الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته..) [5]
ولو طبقنا
المقاييس السلفية على هذه المقولة من أبي هريرة لاعتبرناه مبتدعا، فهم