نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 160
الخروج إنى كنت
قد أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها إلا الله عز وجل
فإن وجدتموهما فاقتلوهما)[1]
ولسنا ندري كيف
نعلق على هذا الحديث.. وماذا لو أن هؤلاء الذين بعثهم رسول الله a أسرعوا بالذهاب قبل أن يتراجع.. ثم هل هذا هو رسول
الله a الممتلئ بالرحمة، من يأمر بالحرق بالنار؟
لقد كانت هذه
الأحاديث وغيرها هي المصدر الذي يستقي منه الإرهاب الموسوم باسم الإسلام على مدار
التاريخ.. فهذه النصوص ليست مجرد أحاديث، وإنما هي قنابل تنفجر كل لحظة لتشوه قيم
الدين وأخلاقه العالية، وتشوه قبل ذلك رسول الرحمة والإنسانية ومن بعث ليتمم مكارم
الأخلاق.
ومن تلك
الأحاديث التي رواها أبو هريرة كما رواها غيره من الصحابة، والتي لا تتناسب مع
علاقة رسول الله a بربه، واجتهاده في
طاعته، وخصوصا في قيام الليل، ولا تتناسب كذلك مع ما ورد في الأحاديث الصحيحة من
كون قلبه لا ينام أبدا، وإنما تنام عيناه فقط هذا الحديث الذي رواه مسلم وغيره.
ونصه ـ كما رواه
أبو هريرة ـ (أن رسول الله a حين
قفل من غزوة خيبر، سار ليله، حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: اكلأ لنا
الليل، فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول الله a
وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر، فغلبت بلالا عيناه،
وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله a،
ولا بلال، ولا أحد من أصحابه، حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله a أولهم استيقاظا، ففزع رسول الله a، فقال: أي بلال،
فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله،
[1] أحمد (2/307، رقم 8054)، والبخارى (3/1079، رقم 2795)
والترمذى (4/137 رقم 1571) وقال: حسن صحيح.
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 160