نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
من العقائد
الكبرى التي تعطيها المدرسة السلفية في عصورها المختلفة أهمية خاصة، ما يمكن أن
نطلق عليه إثبات الحركة والانتقال لله تعالى، بل إنهم يصورون أن نفي ذلك عنه حكم
عليه بالإعدام، كما قال ابن القيم: (وقد دل القرآن والسنة والإجماع على أنه
سبحانه يجيء يوم القيامة، وينزل لفصل القضاء بين عباده، ويأتي في ظلل من الغمام
والملائكة، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وينزل عشية عرفة، وينزل إلى الأرض قبل
يوم القيامة، وينزل إلى أهل الجنة. وهذه أفعال يفعلها بنفسه في هذه الأمكنة فلا
يجوز نفيها عنه بنفي الحركة والنقلة المختصة بالمخلوقين، فإنها ليست من لوازم
أفعاله المختصة به، فما كان من لوازم أفعاله لم يجز نفيه عنه، وما كان من خصائص
الخلق لم يجز إثباته له، وحركة الحي من لوازم ذاته، ولا فرق بين الحي والميت إلا
بالحركة والشعور، فكل حي متحرك بالإرادة وله شعور فنفي الحركة عنه كنفي الشعور،
وذلك يستلزم نفي الحياة) [1]
وأكد ذلك ابن
تيمية بقوله: (وهكذا يقال لهم
فى أنواع الفعل القائم به كالإتيان والمجيء والنزول وجنس الحركة: إما أن يقبل ذلك
وإما أن لايقبله:فإن لم يقبله كانت الأجسام التى تقبل الحركة ولم تتحرك أكمل منه.
وإن قبل ذلك ولم يفعله كان ما يتحرك أكمل منه فإن الحركة كمال للمتحرك. ومعلوم أن
من يمكنه أن يتحرك بنفسه أكمل ممن لا يمكنه التحرك وما يقبل الحركة أكمل ممن
لايقبلها)[2]
وقال في شرح
حديث النُّزول: (لفظ (الحركة؛ هل يوصف الله بها أم يجب نفيه عنه؟ اختلف فيه
المسلمون وغيرهم من أهل الملل وغير أهل الملل من أهل الحديث وأهل الكلام وأهل
الفلسفة وغيرهم على ثلاثة أقوال، وهذه الثلاثة موجودة في أصحاب