وهكذا كان موقف
كبار التابعين الذين أقصتهم الفئة الباغية لوقوفهم مع الإمام علي، ومن بينهم محمد
بن أبي بكر ـ ربيب الإمام علي وابن أسماء بنت عميس ـ فمن أقواله في معاوية رسالة مشهورة
جاء فيها: (وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الغوائل،
وتجهدان في إطفاء نور الله، تجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتؤلبان
عليه القبائل، وعلى ذلك مات أبوك، وعليه خلفته، والشهيد عليك من تدني ويلجأ إليك
من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق..) [2]
ومنهم محمد بن
الحنفية الذي روي عنه قوله: (لما أتاهم – يعني أتى أهل مكة- رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من أعلى الوادي ومن أسفله وملأ الأودية كتائب استسلموا حتى وجدوا أعوانا) [3]
ولكن السلفية
يضربون كل هؤلاء السلف بأولئك الذين قربهم معاوية، وأدناهم، ووهب لهم من الصلات ما
جعلهم يسبحون بحمده حتى أن بعضهم، وهو قتادة قال: (لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي) [4]
ومثله مجاهد الذي
يروون عنه قوله: (لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي) [5]
ومثله الزهري الذي
يروون عنه قوله: (عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين