نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
4 ـ آثار معاوية على الوحدة الإسلامية:
وهذه من السنن
التي سنها معاوية، والتي لا تزال آثارها إلى اليوم، وهي سنة فرعونية، تؤكد كون
معاوية فرعون هذه الأمة، كما وردت الأحاديث الشريفة بذلك كما سنرى.
فلا يزال
السلفية إلى اليوم يعتبرون معاوية ـ لا عليا ـ قسيما للجنة والنار، فبه يمتحن
السني عندهم، ولهذا نراهم
يؤلفون الكتب الكثيرة في فضل معاوية، وهو الطليق بن الطليق الذي قضى حياته كلها في
حرب رسول الله k هو وأبوه وأمه
وأهله جميعا، لكنهم لم يؤلفوا ولا نصف كتاب في عمار بن
ياسر، ذلك الرجل العظيم الذي اعتبره رسول الله k
محكا ومعيارا لتمييز الفئة الباغية الظالمة من الفئة المحافظة على دين الله الأصيل، بل إنهم يعتبرون عمارا ضحية لابن
السوداء، وللمخططات اليهودية التي انحرفت بالإسلام.
ولهذا نراهم
في كتب العقائد التي وضعها سلفهم يجعلون العقيدة في معاوية إلى جانب العقيدة في
الله ورسله وملائكته، كما قال الآجري في (الشريعة): (معاوية
رحمه الله كاتب رسول الله k على وحي الله عز وجل وهو القرآن بأمر الله عز وجل
وصاحب رسول الله k ومن دعا له النبي k أن يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب
ويمكن له في البلاد وأن يجعله هادياً مهدياً.. وهو
ممن قال الله عز وجل ﴿ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ ﴾ (التحريم:
8) فقد ضمن الله الكريم له أن
لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله k)[1]
وقال ابن بطة في
(الإبانة الصغرى): (تترحم على أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي