نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 32
كنت مع ابن عباس عند معاوية نتحدث
حتى ذهب هزيع من الليل، فقام معاوية فركع ركعة واحدة، فقال ابن عباس: (من أين ترى
أخذها الحمار) [1]
وقد
علق الطحاوي على الرواية التي أوردها البخاري بقوله: (وقد يجوز أن يكون قول ابن
عباس (أصاب معاوية) على التقية له)
2 ـ آثار معاوية على النظام السياسي والاقتصادي
الإسلامي:
كما أن الإسلام
جاء ليبني الشخصية السوية المؤمنة الممتلئة بالورع والتقوى، والتي شوهها السلفية
بتلك النماذج الجديدة التي استبدلوا بها التربية النبوية، بالتربية الممتلئة
بالأهواء، تحت حجة الصحابة واحترام الصحابة، فإنهم كذلك راحوا إلى أهم الجوانب في
الإسلام، وهو جانب العدالة في السياسة والاقتصاد، ليستبدلوه ـ عبر تقبلهم لنموذج
معاوية ودفاعهم عنه ـ إلى الجور والظلم والاستبداد باسم الإسلام.
ولذلك نراهم
يضربون بكل النصوص التي وردت في تغير نظام الحكم الإسلامي، وتحوله إلى ملك عضوض،
وانفصال القرآن عن السلطان عرض الحائط، حيث يعتبرون معاوية خليفة وحاكما عادلا رغم
أنف الواقع، ورغم أنف كل تلك النصوص التي يصححونها.
فابن تيمية ـ
مثلا ـ يقول في سيرة معاوية: (وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير الولاة وكان
رعيته يحبونه وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أنه قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار
أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم)[2]