نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 11
أولا ـ تناقض موقف السلفية من الصحابة
ذكرنا في أجزاء
كثيرة من هذه السلسلة ذلك التناقض أو الخداع الذي يمارسه السلفية عند حديثهم عن
الصحابة.. فهم ـ عند التأمل والبحث الجاد والصادق ـ من أكبر أعدائهم، لأن الصحابة
الحقيقيين هم أولئك السابقون الذين ضحوا بأنفسهم ومالهم في سبيل الله، وهؤلاء لا
يعيرهم السلفية أي اهتمام..
فهم لا يكادون
يذكرون بلالا، ولا الصخرة التي كانت تجثم على صدره، وهو ينادي أحد أحد .. ولا أحد
يعرف المصير الذي صار إليه، ولا الحياة التي عاشها بعد وفاة حبيبه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
ولا أحد منهم يذكر
سمية تلك التي كانت أول شهيدة في الإسلام .. ولا أحد يذكر زوجها ياسر الذي كان أول
الرجال استشهادا في سبيل الله .. ولا أحد يذكر ابنهما عمارا .. لأن ذكره سيشوه
الطلقاء، وسيقلب صفحاتهم المنتنة، وسيبعث في جماهير المغفلين السؤال عمن قتله، ولم
قتله، وكيف قتله؟ وكل ذلك سيحول الطلقاء ـ الذين غرم بهم السلفية ـ من صحابة أجلاء
إلى ظلمة وطواغيت.
ولا أحد منهم يذكر
لبينة جارية بني المؤمل المستضعفة المعذبة، وقد كانت من السابقين إلى الإسلام،
وأوذيت إيذاء شديدا .. لأن في ذكرهم لها ولكيفية تعذيبها إحراجا كبيرا لمن قدموهم بأهوائهم
وأذواقهم ومعاييرهم البشرية القاصرة.
ولا أحد منهم يذكر
أم عبيس، التي كانت قريش ـ التي غرمت بها السلفية ـ تعذبها عذابا شديدا هي وزوجها
أبو عبيس ..
ولا أحد منهم يذكر
النهدية تلك الجارية اليمنية المستضعفة التي كانت من السابقين إلى الإسلام، فكانت
سيدتها تعذبها، وتقول: والله لا أقلعت عنك.. وهكذا كان
نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 11