وهكذا يطبقون عليهم قوله تعالى: P وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا
نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ
يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي
مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارO [سورة الزمر:3]، ويذكرون
أن المتوسلين المتعلقين برسول الله a، أو
بالعلماء والصالحين، اتخذوهم أولياء من دون الله، ليتقربوا بهم إلى الله.
وغيرها من الآيات الكريمة التي لا يمكن الجدال فيها،
أو في تأويلها وردها، فالقرآن الكريم كله محكم، ولا يصح أن نضرب بعضه ببعض، ولذلك
فإن المشكلة التي جعلت أصحاب الرؤية التكفيرية يقعون في الخطأ في المصاديق تكمن في
عاملين مهمين:
العامل الأول: هو الرؤية التجسيمية التي يتفق فيها
أصحاب الرؤية التكفيرية مع المشركين.. ذلك أن المشركين كانوا يرون أن هناك إلها في
السماء، وأنه جرم من الأجرام، وأنه وضع في كل محل آلهة تنوب عنه، مثلما يضع الملوك
العمال والولاة على الأقاليم..
ولذلك كان المشركون يتصورون أنه يكفيهم التقرب
لأولئك العمال والولاة حتى ينالوا ما يشتهون من حظوظ، ولذلك كانوا يقولون، وهم يطوفون بالبيت:(لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك
تملكه وما ملك)