نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88
الاستغاثة برسول الله a أو بغيره
جائزة، وليست شركا، ما دام ذلك المستغاث به حيا، أما إن كان ميتا، فإن أصحاب
الرؤية التكفيرية يحولونها من كونها أمرا مباحا وطبيعيا إلى أمر ليس محرما فقط،
وإنما شرك جلي، كذلك الشرك الجلي الذي ذكره القرآن الكريم.
أما أصحاب الرؤية الإيمانية، فيختلفون معهم في هذه
المسألة، بسبب اختلافهم في حقيقة الموت.. فالموت عند أصحاب الرؤية التكفيرية عدم
وفناء، يصبح صاحبه، وكأنه لا وجود له.. بينما يرى أصحاب الرؤية الإيمانية أن موت
الرسول a، أو موت الصالحين لا يؤثر فيما
آتاهم الله تعالى من فضله.. فكما يتوسل بهم في الحياة يتوسل بهم في الممات، وكما
يستغاث بهم وهم أحياء، يستغاث بهم وهم أموات، لأن موتهم لن يختلف عن حياتهم، بل إن
فضل الله عليهم بعد الموت أكثر.
ولهذا يطبقون ما ورد في النصوص المقدسة من القرآن
الكريم والسنة المطهرة، والتي تجيز التوسل والاستغاثة على الأموات، مثل تطبيقها
على الأحياء.
بناء على هذا، سنذكر الأدلة من القرآن الكريم والسنة
المطهرة وفعل السلف من الصحابة والتابعين والعترة الطاهرة، لنثبت كلا الأمرين:
1. مشروعية التوسل والاستغاثة بالأحياء، وهي من
المتفق عليه بين كلا الرؤيتين.
2. مشروعية التوسل والاستغاثة بالأموات بناء على
مشروعيتها في الأحياء، وهي التي انفرد بها أصحاب الرؤية الإيمانية، واختلفوا فيها
مع أصحاب الرؤية التكفيرية.
1 ـ القرآن الكريم.. والتوسل
والاستغاثة:
يورد أصحاب الرؤية التكفيرية الكثير من الآيات
القرآنية التي وردت في المشركين في هذا الباب، ويعتبرون إمكانية تطبيقها على
المؤمنين الموحدين الذين يقومون بالتوسل والاستغاثة، بل يرون أنهم أولى من
المشركين بذلك.
فهم يطبقون عليهم ـ مثلا ـ قوله تعالى:﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا
يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88