responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 151

أن يقول القائل زرنا النبي a مباشرة دون لفظ القبر، لأن القبر مهجور بدليل قوله a: (صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبوراً)، قال الحافظ ابن حجر: (إنه إنما كره اللفظ أدباً لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال، وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع)[1]

وقال ابن عبد البر: (إنما كره مالك أن يقال: طواف الزيارة وزرنا قبر النبي a لاستعمال الناس ذلك بعضهم لبعض، أي فيما بينهم فكره تسوية النبي a مع الناس أي عمومهم بهذا اللفظ، وأحب أن يخص بأن يقال: سلمنا على النبي a)[2]

وعلق الشيخ محمد علوي المالكي على هذا بقوله: (فإن الزيارة مباحة بين الناس وواجب شد المطي إلى قبره a يريد بالوجوب هنا وجوب ندب وترغيب وتأكيد لا وجوب فرض، والأولى عندي أن منعه وكراهة مالك له لإضافته إلى قبر النبي a وأنه لو قال: زرنا النبي a لم يكرهه لقوله a: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد بعدي، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر والتشبيه بفعل أولئك قطعاً للذريعة وحسماً للباب، ولو كان المقصود كراهية الزيارة لقال مالك: أكره للرجل أن يزور قبر النبي a، لكن ظاهر قوله: (أكره للرجل أن يقول الخ..) على أن المقصود هو كراهة التعبير بهذا اللفظ فقط) [3]

هذا موقف إمام المذهب، أما مواقف غيره من أتباع مذهبه، فكثيرة جدا، ومنها ما ورد في أشهر وأكبر مصدر للفقه المالكي، وهو كتاب [مواهب الجليل في شرح مختصر خليل] لصاحبه شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني


[1] فتح الباري شرح صحيح البخاري ج3 ص66.

[2] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (17/ 267)

[3] مفاهيم يجب أن تصحح، ص 207.

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست