responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 130

ما ورد من الآثار الكثيرة على أن الصحابة كانوا يتوسلون برسول الله a في حياته، وبعد مماته، ولو كان ذلك محرما أو بدعة أو شركا ما فعلوه، وابن تيمية يقر بذلك، بل إنه يبدع ويكفر من يتهمهم بذلك.

ومن الأحاديث الدالة على توسلهم به a في حياته الحديث الذي رواه البخاري وغيره، وهو أن عمر بن الخطاب كان إذا قُحطُوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: (اللّهم إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبينا فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبينا فاسقنا، فيسقون)[1]

فالحديث يدلّ على أنّ إمام الناس في صلاة الاستسقاء عمر بن الخطاب كان هو الداعي، وأنّه كان يقول في دعائه ذلك القول: (إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعم نبينا فاسقنا)

وهذا يعني أنّهم كانوا يتوسّلون بالنبيّ a نفسه وبذاته وكرامته وقداسته لا بدعائه a، وأنّهم يتوسّلـون الآن بشخـص العبـاس لا بدعائه، وعلى ذلك فتقدير كلمة (بدعائه) تخرّص على الغيب.

وقد اهتم ابن تيمية كثيرا بهذا الحديث، لأنه يخدم ما ذهب إليه في بدعية التوسل بالموتى، وغفل أنه يهدم مذهبه في التوسل بالذوات والأشخاص، لأن عمر ذكر أنهم كانوا يتوسلون بذات النبي a، لا بدعائه.. ولذلك إن ثبتت حياة النبي a بعد موته، ثبت التوسل به مطلقا.

بالإضافة إلى هذا، فإن زعم ابن تيمية ـ بناء على هذه الرواية ـ بأن الصحابة مجمعون على حرمة التوسل بالنبي a بعد وفاته تحكم لا دليل عليه، لأن هذا يمثل رأي عمر بالتوسل بالحي، وليس فيه دلالة على حرمة التوسل بالميت.

بالإضافة إلى أنه إذا صح أن رأي عمر كان عدم صحة التوسل بالميت، فليس فيه دلالة


[1] صحيح البخاري 2/27 ح(1010).

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست