نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129
ما رواه
الدارمي تحت عنوان [ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته] عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله قال: (قحط أهل المدينة قحطا
شديدا، فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبى a، فاجعلوا
منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف. قال: ففعلوا، فمطرنا مطرا
حتى نبت العشب وسمنت الإبل، حتى تفتقت من الشحم، فسمى عام الفتق)[1]
وهو من الأحاديث الدالة على لجوء الصحابة للنبي a، والاستغاثة به، وبطرق مختلفة، وهو لا يدل فقط على فعل عائشة، بل
يدل على موافقة الصحابة لها.
وقد استعمل التكفيريون كل الوسائل لرده وتأويله،
ومنها ما عبر عنه ابن تيمية بقوله: (وما
روي عن عائشة من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت
إسناده، ومما يبين كذب هذا: أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة بل كان باقيا
كما كان على عهد النبي a، بعضه
مسقوف، وبعضهم مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن
النبي a كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء. بعد ولم تزل
الحجرة كذلك حتى زاد الوليد بن عبد الملك في المسجد في إمارته لما زاد الحجر في
مسجد الرسول a.. ومن حينئذ دخلت الحجرة
النبوية في المسجد ثم إنه بنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدارا عاليا وبعد
ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف. وأما
وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين)[2]
وهكذا راح يستعمل العقل الذي ينهى غيره عن استعماله
في التعامل مع السنة النبوية، مع أن العقل نفسه يجيز لفتح الكوة وجوها كثيرة، غير
التي ذكرها ابن تيمية.. ولكن التعامل المزاجي مع الدين جعلهم يقعون في كل
التناقضات.
النموذج الخامس:
[1]
رواه الدارمي (1/56) رقم (92) تحت باب: ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته..