وهذا الحديث فيه نداء للنبي a بعد
وفاته [يا محمد]، ثم اعتبار لتأثير ذلك [فكأنما نشط من عقال]، وهذا كله شرك في
مبانيهم، لأن أفعال المستغيثين لا تتجاوز هذا، فهم يتصورون أنهم باستغاثتهم برسول
الله a ـ لمكانته العظيمة عند الله ـ سيحل كل
عقال حصل لهم، سواء كان خدر رجل أو غيره.
النموذج الثاني:
ما ورد من استغاثة الصحابة ومن بعدهم برسول الله a بصيغة [يا محمداه]، وهي كثيرة جدا، وسنذكر هنا أمثلة عنها من
روايات الطبري، وهو معتبر عند التكفيريين، لثناء ابن تيمية الكثير عليه.
ومن تلك الروايات ما رواه في تأريخه للحرب مع مسيلمة
الكذاب، وأن شعار الصحابة كان حينها [يا محمداه]، قال الطبري: (ثم برز خالد، حتى
إذا كان أمام الصف دعا إلى البراز وانتمى، وقال: أنا ابن الوليد العود، أنا ابن
عامر وزيد! ونادى بشعارهم يومئذ، وكان شعارهم يومئذ: يا محمداه! فجعل لا يبرز له
أحد إلا قتله)[2]
ومنها ما رواه عن عاصم بن عمر بن الخطاب، قال: قحط
الناس زمان عمر عاما، فهزل المال، فقال أهل بيت من مزينة من أهل البادية لصاحبهم:
قد بلغنا، فاذبح لنا شاة، قال: ليس فيهن شيء، فلم يزالوا به حتى ذبح لهم شاة، فسلخ
عن عظم أحمر، فنادى: يا محمداه! فأري فيما يرى النائم ان رسول الله a أتاه، فقال: أبشر
بالحيا! ائت عمر فأقرئه مني السلام، وقل له: إن عهدي بك وأنت وفي العهد، شديد
العقد، فالكيس الكيس يا عمر! فجاء حتى أتى باب عمر، فقال لغلامه: استاذن لرسول
رسول الله a، فأتى عمر فأخبره، ففزع وقال: رأيت
به مسا!